ارتفاع سهم إنتل بعد نتائج قوية... لكن إلى أي مدى يمكن استمرار الزخم؟

سجلت شركة إنتل نموًا لافتًا في أرباحها الفصلية بنسبة 9.1%، مما أعاد إشعال موجة من التفاؤل بين المستثمرين بشأن مسار تعافي الشركة بعد سنوات من الأداء المتقلب. ومع ذلك، يطرح المحللون اليوم سؤالًا جوهريًا: هل ما زال أمام السهم مجال للصعود، أم أن قيمته الحالية تعكس بالفعل معظم مكاسب التعافي؟

أداء يفوق التوقعات يعيد الثقة إلى الأسواق

أظهرت نتائج الربع الثالث أداءً أفضل من التوقعات، في حين فسّر محللو بلومبرغ ما اعتُبر في البداية ضعفًا في التوجيهات المستقبلية على أنه سوء فهم ناجم عن استبعاد عائدات وحدة ألتيـرا التي تخلّت عنها الشركة مؤخرًا. وبعد هذه التعديلات، جاءت توقعات الربع الرابع مستقرة نسبيًا، مما عزّز الثقة في أن إنتل تسير بثبات على طريق التعافي.

المحللة بيندو سيفاني من بلومبرغ إنتليجنس أشارت إلى أن الشركة بدأت تستعيد انضباطها التشغيلي بفضل التحسن في تقنيات الإنتاج وإدارة التكاليف، معتبرة أن هذه التطورات تمثل الركيزة الأساسية لخطة التعافي طويلة الأمد.

وتعمل إنتل حاليًا على تطوير عقدة التصنيع 18A، إلى جانب توسيع منشآتها في ولاية أريزونا، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدراتها التصنيعية وخفض التكاليف على المدى الطويل. كما تستفيد الشركة من الشراكات الحكومية والتعاون مع إنفيديا واستثمارات سوفت بنك، ما يعزز مكانتها داخل منظومة أشباه الموصلات الأمريكية، رغم أن الأثر المالي المباشر لهذه المبادرات لا يزال محدودًا في الوقت الحالي.

سباق الذكاء الاصطناعي… التحدي الأكبر

ورغم التقدم التقني في التصنيع، يبقى سباق رقاقات الذكاء الاصطناعي الميدان الأهم الذي سيحدد مدى قدرة إنتل على استعادة مكانتها بين عمالقة القطاع. إذ يتعين على الشركة إثبات كفاءتها من خلال رفع معدلات الإنتاج وتحسين العائدات من عقدة 18A خلال الأرباع المقبلة. نجاحها في ذلك سيكون المفتاح لاستعادة ثقة العملاء والمستثمرين.

الأسواق تترقب الخطوة التالية

اختتم سهم إنتل تداولات أمس مرتفعًا بنحو 4%، وواصل مكاسبه في تعاملات ما بعد الإغلاق ليصعد أكثر من 8%، مدعومًا بنتائج الأرباح الإيجابية. ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كانت هذه النتائج كافية لتبرير استمرار الارتفاعات في ظل بيئة سوقية متقلبة.

فالعوامل الحاسمة في المرحلة المقبلة تشمل اتجاه مؤشر ناسداك وسلوك أسهم التكنولوجيا الكبرى خلال موسم الأرباح القادم، إلى جانب قدرة إنتل على تنفيذ استراتيجيتها التشغيلية بكفاءة.

وفي النهاية، سيبقى مدى نجاح إنتل في تحويل الزخم الحالي إلى نمو مستدام هو العامل الحاسم الذي سيحدد ما إذا كانت عودتها إلى القمة حقيقية — أم مجرد موجة مؤقتة من التفاؤل السوقي.

Tags