تعلن الكثير من شركات الوساطة طبقا لقواعد الهيئات الرقابية عن حجم المتداولين لديها من الخاسرين بشكل دوري، للاسف تفوق هذه النسبة بشكل دائم عن 70 في المئة، ويرجع ذلك لعنصر رئيسي لدى أغلب هؤلاء المتداولين وهو العامل النفسي وضعف عقلية التداول. في البدابة نرى أغلب المتدالين يحققوا ارباح جيدة على حسابتهم التجريبية وايضاً في بداية تداولاتهم على حسابات حقيقة لكن سرعان ما تنقلب تلك الارباح إلى خسائر وتتوالي نداء الهامش. حيث يتطلب التداول في الأسواق المالية أكثر من مجرد معرفة التحليل الفني واتجاهات السوق. إنه يتطلب عقلية محددة ومجموعة من الصفات التي تمكن المتداولين من التنقل في تعقيدات عالم التداول بنجاح. يتعمق هذا التقرير في عقلية المتداول، ويسلط الضوء على أفضل الصفات التي يجب على المرء أن يمتلكها للتميز في هذا المجال الصعب.
ربما يكون الانضباط هو أهم جودة لأي متداول. إنه ينطوي على اتباع خطة تداول محددة جيدًا، والالتزام باستراتيجيات إدارة المخاطر، والحفاظ على التحكم العاطفي أثناء التداولات الرابحة والخاسرة. يتجنب المتداول المنضبط القرارات الاندفاعية ويلتزم بالقواعد المحددة مسبقًا، مما يضمن الاتساق في نهجهم.
الصبر هو المفتاح عندما يتعلق الأمر بالتداول. يدرك المتداولون الناجحون أنه ليست كل فرصة تستحق المتابعة، وأن انتظار الإعدادات ذات الاحتمالية العالية أمر ضروري. إنهم يتجنبون مطاردة الأرباح السريعة أو الاستسلام لـ FOMO (الخوف من الضياع). يسمح الصبر للمتداولين بالانتظار للوصول إلى نقاط الدخول والخروج المثلى، مما يزيد من فرص نجاحهم.
يلعب الذكاء العاطفي دورًا حيويًا في التداول لأنه يساعد المتداولين على إدارة عواطفهم بشكل فعال. إن القدرة على البقاء هادئًا تحت الضغط، والسيطرة على الخوف والجشع، واتخاذ قرارات عقلانية حتى أثناء ظروف السوق المتقلبة، يميز المتداولين الناجحين عن الآخرين. يمكّن الذكاء العاطفي المتداولين من فصل أنفسهم عن التحيزات العاطفية واتخاذ خيارات موضوعية بناءً على تحليل السوق.
يتغير مشهد التداول باستمرار، مما يتطلب من المتداولين أن يكونوا قابلين للتكيف استجابة لتحولات السوق. يتبنى المتداولون القابلون للتكيف استراتيجيات وتقنيات وظروف سوق جديدة دون أن يكونوا صارمين أو مقاومين للتغيير. يتعلمون باستمرار من تجاربهم، ويعدلون مناهجهم وفقًا لذلك، ويبقون في طليعة الاتجاهات المتطورة.
تعد الإدارة الفعالة للمخاطر أمرًا بالغ الأهمية للنجاح طويل الأجل في التداول. المتداولون الذين يفهمون مقدار رأس المال الذي يرغبون في المخاطرة به في كل صفقة، ويضعون مستويات وقف الخسارة المناسبة، ويديرون أحجام الصفقات بفعالية، هم أكثر عرضة للبقاء والازدهار في السوق. تساعد مهارات إدارة المخاطر المتداولين على حماية رؤوس أموالهم وتقليل الخسائر أثناء ظروف السوق غير المواتية.
التفكير التحليلي هو صفة أساسية للمتداولين. إنه ينطوي على القدرة على تحليل الرسوم البيانية وتفسير المؤشرات وتحديد الأنماط واتخاذ قرارات تداول مستنيرة بناءً على التحليل القائم على البيانات. يمكن للمتداولين ذوي المهارات التحليلية القوية تقييم اتجاهات السوق بموضوعية وتطوير استراتيجيات مربحة.
أفضل المتداولين لا يتوقفون عن التعلم أبدًا. إنهم يدركون أن الأسواق ديناميكية ومتطورة باستمرار، مما يتطلب منهم مواكبة أحدث المعلومات والاستراتيجيات والأدوات. يساعد التعلم المستمر المتداولين على التكيف مع ظروف السوق المتغيرة وصقل مهاراتهم واكتساب ميزة تنافسية.