تباين في أحجام تداول الفوركس لدى شركات الوساطة اليابانية عن نظيرتها في باقي أنحاء العالم خلال مايو الماضي
٩ يونيو، ٢٠١٤ 0 557
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مع تراجع نشاط المحركات الرئيسية لتقلبات الين الياباني خلال الشهور الأخيرة، أظهرت التقارير الصادرة عن Flag_of_Japan_-300x225كبار شركات الوساطة اليابانية تراجعا ملحوظ في أحجام التداول خلال مايو الماضي. وشهدت نتائج الأداء لدى كلا من GMO Click، DMM Securitiesو Monex Inc تراجعا في أحجام التداول الشهرية وهو الأمر الذي قد يبدو مستغربا بعض الشيء بالنظر إلى ما لاحظناه من تزايد نشاط أسواق العملات مقارنة بما كان عليه الحال في ابريل الماضي.

المعروف أن اغلب تداولات الفوركس التي يجريها المتداولون اليابانيون تتركز أساسا حول أزواج الين الياباني. وبينما تراجع اليورو بشكل قوى خلال الشهر الماضي، إلا أن زوج العملة الأكثر تداولا في اليابان، USD / JPY ، حافظ على التداول في نطاق محدود للحركة. وفى ظل غياب اتجاهات واضحة لأزواج الين الياباني، من المتوقع أن نشهد مزيدا من الركود في أرقام التداول الشهرية خلال شهور هذا الصيف وهو الأمر الذي سينسحب على ما يبدو على كافة شركات الفوركس اليابانية.

عند إلقاء نظرة على مخططات الأداء لكل من GMO Click Securities، DMM.com و  Monex Inc ، يمكننا ملاحظة أن انتخاب شينزو آبي كرئيس للوزراء في اليابان وما  تلاه من كشف النقاب عن استراتيجية النمو الاقتصادي المعروفة بـ”أبينوميكس” ساهم في زيادة هائلة لمتوسط أحجام التداول اليومية. ولكن منذ أن تم الإعلان عن الملامح الرئيسية للسياسة النقدية متضمنة خطة الحوافز النقدية في بداية ابريل من العام الماضي، بدأت أحجام التداول في التراجع بشكل تدريجي.

وبعد الأداء الرائع خلال النصف الأول من العام الماضي، شهدت أحجام التداول لدى شركات الوساطة اليابانية بعض الانكماش التدريجي إلى أن أصبحت مستويات التداول الحالية قريبة من أحجام التداول الشهرية التي لوحظت قبل انتخاب شينزو آبي كرئيس للوزراء.

وفى ظل اقتراب موعد تطبيق عدد من الإصلاحات الهيكلية، قد يكون من المتوقع أن نشهد زيادة في وتيرة تراجع الين الياباني في المدى القريب. صندوق استثمار معاشات التقاعد الحكومية في اليابان من المتوقع أن يقوم باستبدال بعض أصوله الحالية بأخرى عالية المخاطرة ليبتعد جزئيا عن سندات الحكومة اليابانية والتي تدر عوائد منخفضة للغاية. ورغم أن التوقعات تشير إلى أن جزء من هذه السيولة سيتوجه إلى أسواق الأسهم المحلية، إلا انه لا يوجد ضمان بان تؤدي هذه الخطوة بشكل مباشر إلى انخفاض الين الياباني، خصوصا وان قيمة الاستثمار المتوقعة والتي تتجاوز 1.3 تريليون ين من المحتمل أن يذهب جزء منها إلى أصول أجنبية بحثا عن عوائد أكثر ارتفاعا بالشكل الذي يصب في مصلحة كبار السن من أصحاب معاشات التقاعد في اليابان.

في هذه الأثناء، احتفظ البنك المركزي الأوروبي بموقعه كأكثر البنوك المركزية إثارة للاهتمام خلال العام 2014. التدابير غير التقليدية التي أفصح عنها المركزي الأوروبي في اجتماعه الأخير من المتوقع أن تساهم في جعل تداولات يونيو أكثر حيوية بالنسبة لشركات الفوركس. بالنسبة لليابان، فان الأمر سيظل مرتبطا  بشكل رئيسي بتحركات زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني  فيما ستكون أزواج الين الأخرى اقل تأثيرا في هذا الصدد.