قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض سعر الفائدة الأساسي بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، كما كان متوقعًا. وتم تحديد أسعار الفائدة الجديدة عند 3.65% لعمليات إعادة التمويل الرئيسية. يُعد هذا التخفيض هو الثاني خلال هذا العام، حيث بدأ البنك دورة التيسير النقدي في يونيو عندما خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

عقب الاجتماع، عقدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد مؤتمرًا صحفيًا بررت فيه قرار البنك بتخفيض أسعار الفائدة. وشرحت لاغارد أن التضخم في منطقة اليورو يشهد تراجعًا في حين أن سوق العمل لا يزال قويًا. كما أوضحت أن التخفيف من القيود النقدية سيساهم في تعزيز الاقتصاد الأوروبي الذي يمر بفترة هشاشة، وخاصة الاقتصاد الألماني الذي يعتبر الأكبر في منطقة اليورو والذي يقف على حافة الركود. قام المحللون بتفحص تصريحات كريستين لاغارد بحثًا عن إشارات تتعلق بتوجهات السياسة النقدية للبنك في المستقبل، وخاصة فيما يتعلق بإمكانية حدوث تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة للبنك في أكتوبر وديسمبر من هذا العام. لكن لاغارد امتنعت عن تقديم أي التزام واضح بخصوص اجتماع أكتوبر، مؤكدة أن القرارات المستقبلية ستظل تعتمد على البيانات الاقتصادية.

توقعات اقتصادية هشة للاتحاد الأوروبي

خفض البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس توقعاته للنمو السنوي حتى عام 2026، مما يزيد من احتمالات إجراء تخفيضات أكثر حدة في أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة. ومن شأن هذا التوجه أن يزيد الفجوة في أسعار الفائدة بين البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي، مما يضع ضغوطًا إضافية على اليورو.

شهد اقتصاد منطقة اليورو نموًا بنسبة 0.2% فقط خلال الربع الثاني من عام 2024، مقارنةً بالتقديرات الأولية التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 0.3%. كما نما اقتصاد المنطقة بنسبة 0.3% خلال الربع الأول من العام. وتظل التوقعات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي هشة مع استمرار سياسة التشديد النقدي التي وضعت اقتصاد منطقة اليورو على حافة الركود.

أما بالنسبة للتضخم في منطقة اليورو، فقد انخفض في أغسطس إلى أدنى مستوياته خلال ثلاث سنوات، مما زاد من احتمالات خفض آخر لأسعار الفائدة في سبتمبر. وقد تراجعت تقديرات مؤشر أسعار المستهلكين المبدئية في الاتحاد الأوروبي على أساس سنوي إلى 2.2% في أغسطس مقارنةً بـ 2.6% في يوليو، وذلك بما يتوافق مع التوقعات. كما جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني الغذاء والطاقة، متماشية مع التوقعات، حيث تراجعت من 2.9% في يوليو إلى 2.8% في أغسطس.