توالت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تعكس توجهاً مشتركاً نحو الحذر والترقب فيما يتعلق بالسياسة النقدية، مع إشارة واضحة إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة تدريجياً ف إذا استمرت البيانات الاقتصادية في التماشي مع التوقعات.
صرح رئيس الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، خلال مقابلة مع تلفزيونية يوم الخميس، بأنه يدعم تخفيضًا تدريجيًا في أسعار الفائدة بدءًا من سبتمبر إذا كانت البيانات الاقتصادية تتماشى مع التوقعات. في تصريحاته التي سبقت اجتماع جاكسون هول، شدد هاركر على أن سوق العمل بدأ يعود إلى طبيعته بعد فترة من القوة العالية، مما يبرر اتباع نهج حذر في تخفيضات الفائدة.
أشار هاركر إلى أن التعديل الأخير لسوق العمل، على الرغم من أنه جاء أقل من التوقعات قليلاً، لم يكن مفاجئًا. وأكد على ضرورة أن يركز الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة بشكل ثابت ومنهجي، مع التركيز على مسار الإجراءات السياسية بدلاً من حجم التحركات الفردية.
في تصريحات اخرى، قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، سوزان كولينز، يوم الخميس، بأن الوقت "سيكون قريبًا" مناسبًا لبدء الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة. وقالت في مقابلة تلفزيونية إنه بمجرد أن يكون الاحتياطي الفيدرالي في موقف سياسي مختلف، يجب أن يخفض الفائدة بوتيرة "تدريجية ومنهجية".
أكدت كولينز أن سوق العمل "صحي بشكل عام" وأن الحفاظ عليه هو أحد أولويات الاحتياطي الفيدرالي. وذكرت أن التعديل الأخير للوظائف غير الزراعية يتماشى مع البيانات الأخرى التي حللها مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي، مشددة على أن معدل البطالة لا يزال منخفضًا وأن طلبات إعانة البطالة "تشير إلى إعادة توازن منتظم".
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، جيف شميد، يوم الخميس إن أسعار الفائدة "ليست مقيدة بشكل مفرط" وأن الاحتياطي الفيدرالي لديه وقت لاتخاذ قرار بشأن مسار السياسة النقدية. وردد شميد آراء مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الآخرين بأن التضخم يجب أن ينخفض إلى الهدف البالغ 2% بطريقة مستدامة، محذرًا من أن "هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به".
وذكر شميد في مقابلة تلفزيونية أن الاحتياطي الفيدرالي لاحظ بعض التباطؤ في سوق العمل ولكنه "لا يزال قويًا بشكل عام". كما علق على تعديل بيانات الوظائف غير الزراعية يوم أمس، مؤكدًا أنه "لا يغير الكثير" في النظرة العامة.