هل العالم الحر يحتاج الى زعيم ؟ ومن يكون ؟
٢٠ ديسمبر، ٢٠١٧ 0 1103

اف اكس كوميشن - من هو زعيم العالم الحر؟

لم يعد الرئيس الامريكى خياراً واضحاً بعد كل هذه التحديات التي يواجهها ف الشأن الدخلي

بكن إن لم يكن دونالد ترامب مؤهل لهذه المهمة؟

دعونا ننظر أولاً الى تاريخ المصطلح

أصل مصطلح "زعيم العالم الحر" غير مؤكد إلى حد ما ،حيث دعا الاقتصادي البريطاني باربرا وارد الولايات المتحدة لقيادة الغرب في محاربة التهديد الشيوعي إلا أن بحث كتب غوغل يشير إلى أن العنوان استخدم لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى، وقد ظهر بشكل منتظم في الكتب باللغة الإنجليزية منذ أواخر الثلاثينات، وارتفع استخدامه في ذروة الحرب الباردة في أوائل الستينيات عندما بدأ الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف في الإشارة إلى "العالم الحر" مع السخرية ، وانخفض استخدامة في السنوات التالية، ثم رجع مرة أخرى من خلال انهيار الاتحاد السوفيتي حتى وصل الى ذروته افي عام 2007 قبيل الأزمة المالية العالمية.

وعادة ما يطبق على الرئيس الأمريكي، حيث اكتسب الاسم نكهة ساخرة نوعا ما منذ انتخاب ترامب، الذي تشير الدراسات إلى عدم الثقة فيهعلى نطاق واسع في البلدان الديمقراطية، ونتيجة لذلك كان بعض النقاد يناقشون ما إذا كان يوجد سياسي أخر أكثر احتراماً عالمياً مثل المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" التي يمكن أن تتولى هذا الدور خصوصاً بعد أن وصفتها هيلاري كلينتون مؤخراً بأنها "الزعيم الأهم في العالم الحر الآن".

ومع ذلك فان ميركل ربما لا تناسب مشروع القانون، خصوصاً بعد الانتخابات الاخيرة بعد أن وجدت نفسها متورطة فى اطول محادثات ائتلاف فى تاريخ المانيا منذ الحرب العالمية الثانية ، وإلى جانب ذلك أبدت دائما اهتماماً أكبر في تشكيل الاتحاد الأوروبي لصالح ألمانيا منه عن قيادة العالم

وعلى الجانب الاخر فان القادة الأوروبيون الآخرون غير مؤهلين لذلك والاستثناء الوحيد الملحوظ هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صاحب الاربعين عام، الذي يطلق عليه اسم "المشتري" من قبل مواطنيه الذي يوازي ملك الشمس لكنه في السنة الأولى له كرئيس منتخب لم يثبت أي شئ كما أن فرنسا في حالة ركود طويلة جدا، ولديها مشاكل مؤسسية واقتصادية كثيرة جدا كي تكون رائدة عالمية ذات مصداقية.

ويمكن أيضاً أن يتم طرح اسم رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو، فهو الرئيس الليبرالي، وهو "أفضل أمل في العالم الحر" ، لكن خلافاته مع ترامب بشأن الهجرة وتغير المناخ والمساواة بين الجنسين قد تعيق هذا ، فلن يكون من السهل على كندا أن تخرج من الظل الأمريكي، كما أن ترودو لا يحظى بشعبية خاصة لدى الكنديين.

والسؤال المطروح هو هل فعلاً يحتاج العالم الحر إلى زعيم؟

لعل الطريق إلى الأمام يتطلب اتخاذ قرارات جماعية وحلول توفيقية وشمولية وتوافق في الآراء والتفاوض والنقاش المتحضر على الرغم من أن النتائج قد تظهر في كثير من الأحيان دون المستوى الأمثل، ولكن الحرية والقيادة القوية كانت دائما على خلاف قليلا. إن القوة الهادئة الناعمة التي تمارسها الدول الأوروبية وكندا واليابان قد تعمل بشكل أفضل كإعلان للديمقراطية أكثر من تأكيد الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب الباردة.