أعلنت شركة الوساطة الروسية الباري عن إيقاف تداولات الروبل وقالت في بيانها: ” نتيجة غياب السيولة تم إيقاف التداولات على صكوك USD/RUB  وEUR/RUB  بشكل مؤقت.” ويخطر عدد متزايد من وسطاء الفوركس عملائهم حاليا بتشديد شروط التداول على أزواج الروبل بشكل كبير، وهو الإجراء الذي يسري لدى البعض بشكل فوري بينما أجله البعض الآخر إلى نهاية اليوم على أقصى تقدير.

واضطرت شركات الوساطة لاتخاذ هذه التدابير لإدارة المخاطرة، سواء بخفض الحد الأقصى للهامش أو زيادة السبريد، نتيجة التقلبات الحادة التي يمر بها الروبل الروسي في الآونة الحالية. وكان بنك روسيا المركزي قد أعلن في الساعة 01:00 صباحا بتوقيت موسكو عن قراره برفع أسعار الفائدة إلى مستوى قياسي عند 17%، الأمر الذي حفز مزيدا من تقلبات الروبل.

وكانت أكبر شركة وساطة روسية، TeleTrade ، قد أعلنت للتو عن زيادة السبريد على زوج USD/RUB  بنسبة 50% من 800 إلى 1200 نقطة. بينما كانت الباري قد أقدمت على تحجيم الرافعة المالية بدءا من الأمس حيث انخفضت على أزواج الروبل في الحسابات القياسية إلى 1:50 لمراكز التداول حتى 1.5 مليون دولار، و1:25 لمراكز التداول حتى 3 مليون دولار و1:10 لمراكز التداول التي تزيد قيمتها عن 3 مليون دولار. اليوم، وحتى إشعار آخر، لن يسمح لعملاء الباري سوى بإغلاق صفقاتهم على الروبل بينما يمنع عليهم فتح أي مراكز جديدة على الإطلاق عند أي مستوى للرافعة المالية.

على جانب التداولات المؤسسية، اضطرت بورصة موسكو بالأمس إلى تغيير الحد الأدنى لمتطلبات الهامش المبدئي ليصل إلى 10% على كافة المستويات لجميع العملات وفقا لمعلمات المخاطر الخاصة بها. ولم تعطي البورصة الروسية الرائدة أي تفسير أو إيضاح حول هذا القرار.

بدوره قالت شركة الوساطة السويسرية دوكاسكوبى مبررة خطواتها الأخيرة في الإعلان الصادر بالأمس “نتيجة ارتفاع حدة التقلبات وانخفاض السيولة على زوج USD/RUB توجد مخاطر بظهور فجوات سعرية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى أرصدة سالبة لأسهم حسابات العملاء. وبناء عليه اضطرت كلا من دوكاسكوبى و دوكاسكوبى أوروبا إلى خفض الحد الأقصى للرافعة المالية على صفقات USD/RUB إلى 1:10 بحلول 17 ديسمبر.”

كما حمل بيان الوسيط السويسري تحذيرا شديد اللهجة قائلا: “يرجى الانتباه إلى أنه بخلاف الخفض الحالي في الرافعة المالية فإن كلا من دوكاسكوبى و دوكاسكوبى أوروبا قد تتخذ إجراءات إضافية تتضمن وقف كافة صفقات التداول على USD/RUB وإغلاق كافة المراكز المفتوحة دون سابق إنذار.”

وكان عدد من شركات الوساطة مثل XM و Forex Club قد اتخذت تدابير استباقية مماثلة لتقليل انكشاف المتداولين على الروبل. وكنا قد ذكرنا آنذاك أن تدهور أحوال الاقتصاد الروسي والأزمة في أوكرانيا قد تقود إلى اندفاع العديد من الوسطاء لخفض الرافعة المالية، الأمر الذي نشهده بالفعل حاليا.

وعلق فيليب جيلس، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لمنصة Kantox حول الوضع الحالي قائلا: “التدهور السريع لقيمة الروبل الروسي ستكون سببا في حالة من الذعر بين الشركات الأوروبية التي لديها عمليات في روسيا. هذا القلق مفهوم حيث ستتضرر أرباحهم نتيجة ارتفاع الأسعار في روسيا بينما ستتزايد صعوبة نقل الأموال خارج البلاد.”

وأضاف قائلا: “الشركات الأوروبية التي يمكن أن تزدهر أعمالها في روسيا ستكون تلك التي تضع استراتيجيات طويلة الأجل للحد من الأضرار الناتجة، وذلك بدلا من اتخاذ ردود فعل غير محسوبة على التطورات الحالية في السوق والذي يمر بحالة من الذعر الشديد. التحوط ضد مخاطر الروبل مع تجميد الأسعار لضمان عدم تأثر العملاء بمخاطر تقلبات العملة ستكون إحدى الطرق الفعالة في خفض الأضرار التي سيسببها انخفاض الروبل للشركات الأوروبية. وعلى المدى الطويل قد تفكر الشركات التي لديها فروع تابعة في روسيا في فتح حسابات بالروبل الروسي في بلدها الأم كي تجعل من معالجة المعاملات أكثر سهولة.”