شهدنا خلال الفترة الماضية اتجاها بين وسطاء الفوركس القبارصة نحو تأسيس تواجد لهم في المملكة المتحدة في مسعى لتعزيز جاذبيتهم على المستوى العالمي. وتوفر لندن ما هو ابعد من مجرد اعتراف اكبر بالنسبة لشركات الوساطة، بل تقدم أيضا أسباب لوجستية تبرر التواجد في المدينة باعتبارها مركز تجارة الفوركس على مستوى العالم.
وبشكل مشابه للمشاريع التكنولوجية الناشئة التي تشق طريقها إلى وادي السيلكون كي يتاح لها الحصول على رؤوس الأموال المغامرة والموظفين ذوي الخبرة بشكل أكثر سهولة، فقد عززت لندن مكانتها كواحدة من أهم مراكز الأنشطة المالية وفي كافة القطاعات.
وفي سياق هذا الاتجاه العام، أعلنت Confisio، مزود الحلول التنظيمية والتشغيلية لشركات الخدمات المالية، عن نقل مكتبها الرئيسي من قبرص إلى لندن. وفي ظل ما توفره قبرص من حلول للشركات كي تصبح متوافقة مع قانون تنظيم البنية التحتية للأسواق الأوروبية (EMIR)، فقد كانت أيضا مصدرا لأعمال كونفيسيو نتيجة وفرة عدد وسطاء الفوركس والخيارات الثنائية العاملون في البلاد والتي تلتزم بالإطار الجديد لقواعد EMIR التوجيهية. برغم ذلك، فقد شهدت الشركة طلبا متزايدا خارج قبرص على حلولها التشغيلية في عموم أوروبا والمملكة المتحدة، الأمر الذي حفزهم على الانتقال إلى العاصمة البريطانية.
وستصبح لندن بعد هذه الخطوة هي مقر الشركة الرئيسي لخدمة عملائها في المملكة المتحدة وأوروبا، بينما سيواصل فرع
قبرص العمل لخدمة العملاء المحليين. وسيترأس مكتب لندن أندرياس روسوس، رئيس قسم المبيعات لدى Confisio. وعلق روسوس في تصريح لفوركس ماجنتيس موضحا أن الطلب خارج قبرص يحركه أيضا رغبة الشركات في الامتثال لقوانين EMIR، وذلك لان القواعد التنظيمية الجديدة تؤثر على كافة بلدان المنطقة الاقتصادية الأوروبية (EEA). وبالنسبة للاتجاهات التنظيمية الأخرى التي قد تحفز أنواع إضافية من الأعمال المتعلقة بالتنظيم، أجاب روسوس قائلا “تركز كونفيسيو حاليا على حلول EMIR. ولكننا أيضا ندرس الحلول التنظيمية الأخرى.”
وفي بيان أصدرته الشركة حول هذه الخطوة، أشار كريستودولوس بابادوبولوس الرئيس التنفيذي لـ Confisio إلى أن الطلب من الشركات غير القبرصية كان هو المحرك الرئيسي لهذا القرار، وأضاف قائلا “نمت أعمالنا وقاعدة عملائنا بشكل قوي ومستمر بحيث لم يعد الجزء الأكبر من عملائنا متواجدا في السوق الرئيسي للشركة ولكن في أماكن أخرى بأوروبا، خصوصا في لندن. أردنا أن نكون أقرب إلى العملاء الحاليين والمحتملين في المستقل لأنهم يعملون في ظل بيئات تنظيمية معقدة وبالتالي لديهم الحاجة إلى أدوات وخدمات جديدة.”