تراجعات حادة في أسواق الأسهم العالمية وسط مخاوف من ركود اقتصادي محتمل
Amir Issa
٥ أغسطس، ٢٠٢٤ 0 365

كانت أسهم التكنولوجيا من بين أكبر الخاسرين عندما فتحت الأسواق الأمريكية للتداول يوم الاثنين. حيث بدأ مؤشر ناسداك 100، الذي يغلب عليه الطابع التكنولوجي، اليوم بخسارة ما يقرب من 1000 نقطة، مدفوعًا بانخفاض أسهم شركات مثل تسلا، التي انخفضت بنسبة 12%، وأبل، التي وصلت إلى أدنى مستوى لها في ما يقرب من شهر. في الوقت نفسه، أغلقت الأسواق الأوروبية الرئيسية على انخفاض يوم الاثنين، متأثرة بالخسائر التي شهدتها وول ستريت وسط مخاوف واضحة بشأن احتمال حدوث ركود. ومع تعمق تقلبات الأسواق العالمية يوم الاثنين، تراجعت المعادن الثمينة بشكل أكبر.

حاول أوستن جولسبي، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، يوم الاثنين التصدي لتوقعات الركود القريب في الاقتصاد الأمريكي، قائلاً إن تقرير الوظائف غير الزراعية الأسبوع الماضي كان "أضعف من المتوقع" لكنه لا يزال "لا يبدو كركود". وحذر من التسرع في الاستنتاجات بناءً على نقطة بيانات واحدة، مؤكدًا أن الاحتياطي الفيدرالي يحتاج إلى أن يكون لديه نظرة مستقبلية. أشار جولسبي إلى أن أسواق الأسهم "أكثر تقلبًا بكثير" من الاحتياطي الفيدرالي وأن "هناك الكثير من الأمور الجارية في العالم"، مما يجعل من الصعب تحديد سبب التقلبات الحالية. وقال إن الاحتياطي الفيدرالي سيعمل على "إصلاح" الاقتصاد إذا بدأ في التدهور، وأن "كل شيء دائمًا على الطاولة"، بما في ذلك رفع وخفض أسعار الفائدة.

تأثير ارتفاع الين الياباني وتجار الفائدة

في حين أرجع المحللين جزء ما يحدث حاليًا في أسواق المال العالمية إلى ما يسمى تجار الفائدة أو ما يعرف بالـ"كاري تريد" على الين الياباني. يستخدم مديري الصناديق المالية هذه الاستراتيجية بالحصول على قروض بعملة الين الياباني بفوائد منخفضة، ثم استثمار الأموال في الأصول ذات العوائد الأعلى. الربح الصافي يأتي من الفارق بين الفائدة المدفوعة على القروض بالين والفائدة المكتسبة من الاستثمارات في السوق الأمريكية.

مع ارتفاع الين الياباني بنسبة 8%، بدأت صافي أرباح هؤلاء المستثمرين بالتراجع، مما دفعهم إلى بيع الأسهم والسندات في أمريكا لتسديد قروضهم بالين. هذا التراجع في الفائدة ناتج عن تقليص حجم الدولارات المستثمرة وبيعها مقابل الين الياباني في السوق الأمريكية، مما أدى إلى إرجاع الأموال إلى اليابان لسداد القروض، وزيادة الطلب على الين. هذا الوضع دفع بعض المستثمرين إلى عمليات بيع أخرى لسداد قروضهم، مما أدى إلى ارتفاع قيمة الين وزيادة الفوائد المستحقة، وبالتالي انسحاب البعض من هذه العمليات والخروج من السوق.

تراجع حاد للأسهم في وول ستريت عند الافتتاح وفي أوروبا عند الاغلاق

على صعيد التداولات، شهدت المؤشرات العالمية تراجعات حادة. حيث انخفض مؤشر داو جونز (US 30) بنسبة 1.90% ليصل إلى 38,943.83 نقطة. في الوقت نفسه، انخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 2.14% ليصل إلى 18,045.334 نقطة. كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.18% ليصل إلى 5,228.29 نقطة.

اما عند الافتتاح، فقد كانت أسهم تسلا قد تراجعت بنسبة 7.41% عند 192.25 دولار. كما انخفضت أسهم أبل بنسبة 4.87% لتصل إلى 209.43 دولار، وانخفضت أسهم شركة ميتا بلاتفورمز بنسبة 4.86% لتصل إلى 465.39 دولار. كما تراجعت أسهم مايكروسوفت بنسبة 4.14% لتصل إلى 391.56 دولار، بينما انخفضت أسهم أمازون بنسبة 5.65% لتصل إلى 158.62 دولار

أما في القارة الأوروبية مؤشر فوتسي (UK 100)، فقد انخفض بنسبة 2.38% ليصل إلى 8,012.56 نقطة.في ألمانيا، انخفض مؤشر داكس (DAX) بنسبة 1.78% ليصل إلى 17,346.25 نقطة. أما مؤشر كاك 40 (CAC 40) الفرنسي، فقد تراجع بنسبة 1.39% ليصل إلى 7,151.07 نقطة.

على صعيد المعادن، انخفض الذهب بنسبة 1.34% ليصل إلى 2,407.97 دولار للأونصة، بينما تراجع الفضة بنسبة 4.26% لتصل إلى 27.34 دولار للأونصة. وذلك في تمام الساعة 15:42 صباحًا بتوقيت جرينتش.