بيانات IronFX تكشف عن القصة خلف عنواين الأخبار
١٤ ديسمبر، ٢٠١٥ 0 604
 ربما لم يعد هناك في أروقة الصناعة من ليس على دراية بقصة IronFX. شركة الوساطة المالية، والتي تتخذ من قبرص مقراً لها، كانت قد احتلت عناوين الأخبار للمرة الأولى بعد أن اجتاح عملاء غاضبين مكاتبها في الصين قبل نحو عام، مطالبين إياها بتنفيذ طلبات السحب التي تقدموا بها.

وأشارت تقارير لاحقة إلى أن طلبات سحب عملاء آخرين لا تزال قيد الانتظار منذ فترة طويلة، مع تزايد ملحوظ للشكاوى في هذا الصدد على الويب. الشركة من جانبها ادعت بأنها تمارس العمل وفق الشروط والأحكام الخاصة بها، وأن هؤلاء العملاء قد ارتكبوا مخالفات تبرر الاجراءات التي اتخذتها بحقهم.

وكانت أيرون فوركس قد أشارت مراراً وتكرارا  إلى مواجهتها لمشاكل مع مجموعة من المتداولين قاموا بإساءة استخدام عروضها الترويجية. بدورهم نفى العملاء الذين علقت الشركة مسحوباتهم ارتكاب أي ممارسات خاطئة، فيما أشار البعض منهم إلى أن بعض طلبات السحب قد تم تعليقها مباشرة بعد إيداع أموالهم.

ومع تزايد هذه النوعية من التقارير، خضعت الشركة لتحقيقات هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC)، وهي القضية التي تم حلها بعد واحدة من أكبر التسويات المالية في تاريخ هيئة الرقابة القبرصية.

ما يهمنا حقاً هو معرفة ما الذي حدث بالضبط، ودفع الشركة إلى هذا الوضع المزري، والذي تضررت فيه سمعتها بصورة بالغة عكستها امتلاء مواقع الإنترنت بالتعليقات الغاضبة بجانب العدد الهائل من الشكاوى المقدمة إلى CySEC وهيئة المظالم المالية القبرصية ضد IronFX.

نموذج أعمال IronFX
اختارت الشركة حين بدأت عملياتها في العام 2010 اتخاذ نهج مختلف عن معظم الشركات العاملة في السوق آنذاك. واعتمدت أيرون على تطوير علاقات قوية مع العملاء، عبر فريق واسع من “مديري الحسابات”، وهو الأمر الذي كان ينبغي أن يؤدي من الناحية النظرية إلى ارتفاع معدل الإيداعات.

كما اختارت الشركة أيضاً إتباع نموذج صانع السوق والذي يسمح لها بالحصول على جزء أكبر من الإيرادات مقارنة مع أي نموذج آخر للوكالة. ونجح هذا النموذج بالفعل في تحقيق نتائج إيجابية للشركة، ولكن كان ذلك ممكناً في الأوقات الهادئة لسوق الصرف.

كما نجحت الشركة في تحقيق معدلات نمو قوية بعد أن لجأت إلى فتح العديد من المكاتب في جميع أنحاء العالم. وتؤكد وثائق الاكتتاب العام الأولي (IPO) التي اطلعت عليها فاينانس ماجنتس أن أحجام التداول لدى IronFX قد بلغت ذروتها في الربع الثالث من 2014 حيث تجاوزت 770 مليار دولار، بحسب وثائق IPO الداخلية التي حصلت عليها فاينانس ماجنتس.

لاحظ أن أحجام التداول المبينة أعلاه قد تمت في ظل تطبيق الشركة لرافعة مالية 1:500 ونظام للمكافآت يصل إلى 100% على الإيداع الأولي للعميل. وكان من المفترض نظرياً أن يسهم سخاء الشركة في الانفاق على التسويق والاحتفاظ بعدد كبير من الموظفين، بجانب تنظيم المسابقات، وعقود الدعاية والإعلان، في دفع أحجام التداول لدى IronFX نحو تحقيق مزيد من النمو.

أحجام تداولات أيرون فوركس الفصلية 
أحجام تداولات أيرون فوركس الفصلية
سيكون من المثير حقاً معرفة مسار تطور نموذج أعمال الشركة بعد التمعن في أحجام التداول المسجلة. البداية كانت مبشرة حيث ساهمت عروض البونص الترويجية في جلب المزيد والمزيد من المودعين الجدد، ولكن عند نقطة ما بدأ العملاء في تقليص الإيداعات وربما التوقف عنها.
الإجراء الذي رأته IronFX مناسباً لإيقاف هذا التدهور تمثل في زيادة مقدار المكافآت. وبرغم الشروط التي أرفقتها الشركة لمسحوبات البونص، إلا أن عملاء IronFX تمكنوا من التحوط مقابل التحركات الاتجاهية الكبرى لأزواج العملات الرئيسية، والتي كانت سائدة خلال العام الماضي، عن طريق فتح عدة حسابات ذات شروط موحدة.

العملاء الموصوفين بمنتهكي شروط البونص
فكر في هذا المثال: قمت أنت وأحد رفاقك بفتح حسابين في يونيو 2014، وحصل كلاهما على مكافأة، ولكن عند التداول أخذ كل حساب مسار مختلف. فتح الحساب الأول صفقة شراء على زوج EUR/USD، فيما فتح الحساب الآخر صفقة بيع على نفس الزوج. ويستخدم كلا الحسابين مستويات هامش مرتفعة.

إذا طبقنا هذا الوضع على تحركات اليورو دولار خلال العام الماضي، فإن الشخص الذي فتح مركز تداول بقيمة 1,000,000 وبهامش 2,000 يورو (بافتراض رافعة مالية 1:500) سوف يواجه واحدة من نتيجتين – خسارة مبلغ الضمان 2,000 يورو، وأي أموال متبقية في الحساب إذا كانت صفقته شرائية، … أو ربح 150,000 دولار أمريكي بحلول ديسمبر (بافتراض أنه دخل عند 1.35 وأغلق عند 1.20) اذا فتح صفقة بيع.

وفي ظل نموذج صانع السوق الذي اتبعته IronFX، فإن فريق إدارة المخاطرة ربما لم يتمكن من توقع الآثار المترتبة على هذه النوعية من الحسابات في حالة حدوث حركات اتجاهية قوية في السوق. وفي ظل هذا الوضع بدأت تظهر مخاطر جديدة أمام الشركة، هذا بخلاف أن أحجام التداول المتضخمة لم تكن سوى نتيجة لتطبيق رافعة مالية تصل إلى 1:500 بجانب عروض المكافآت.

الإضرار بالسمعة وتقليص النشاط
وبعد أن بدأت الشركة في ادراك هذه النوعية من عمليات الخداع التي لجأ إليها العملاء الصينيون، بل واعتادوا عليها، اختارت أن ترد على هذا الأمر بوصفهم “منتهكين لشروط البونص” ورفض رد الأموال إليهم. ولكن من ناحية أخرى بدا الضرر الذي لحق بسمعة الشركة مفاجئاً حيث انتشرت هذه الأخبار بسرعة وعلى نطاق واسع أدى إلى تدفق المزيد من طلبات السحب على مكاتبها. وعميل بعد عميل، وشكوى بعد شكوى، بدأت جهود قسم التسويق ومديري الحسابات تفقد تأثيرها في اجتذاب أي أعمال جديدة.

البيانات الرئيسية التي وجدت في وثائق IPO وتمثل المصدر الذي استندت إليه هذه المقالة 
البيانات الرئيسية التي وجدت في وثائق IPO وتمثل المصدر الذي استندت إليه هذه المقالة
وتكشف وثائق الاكتتاب العام التي حصلت عليها فاينانس ماجنتيس أن IronFX قد حققت 8.5 مليون دولار من أحداث الفرنك السويسري، ولكن لم يسعفها هذا المبلغ كثيراً. تقارير متعددة كشفت النقاب عن تقليص الشركة لعدد الموظفين وإغلاق العديد من المكاتب الخارجية، والتي مثلت شهادة على فشل نموذج الأعمال الذي اتبعته. وقد يتناقض ذلك مع شكوك المؤلف حول تكبد عمليات أيرون فوركس في المملكة المتحدة، والتي تتم وفق نموذج STP، لخسائر قوية بسبب أزمة الفرنك السويسري. وفي واقع الأمر، لم يوضع سوى 3% من أحجام تداول الفرنك لدى الشركة في السوق الحقيقية.

وبحسب البيانات التي حصلت عليها فاينانس ماجنتيس، كانت الشركة تضم 813 موظف، و771 موظف تابع، 485 مدير حساب، 605 من مديري حسابات الأفلييت، 7217 وسيط معرف، فيما بلغت إيراداتها في 2014 نحو 304 مليون دولار وحققت أرباح بقيمة 43 مليون دولار. تحققت هذه الأرقام بالطبع أثناء بلوغ الأعمال ذروتها في 2014.

ترى كيف ستعالج الشركة هذا الوضع الصعب الذي وجدت نفسها فيه؟ المستقبل فقط هو من سيخبرنا بذلك – فربما يكون هناك حل عادل لجميع العملاء الذين لم يسيئوا لشروط العروض الترويجية، وللشركة نفسها.